الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :تغيير الوجوه لا يكفي!!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/02/1430
نص الخبر :
الأربعاء, 25 فبراير 2009
أ. د. سالم بن أحمد سحّاب

تغيرت بعض الوجوه الوزارية قبل أيام قليلة كما وجوه أخرى في مناصب عليا إضافة إلى تعديلات وتعيينات كبيرة في التشكيلات القضائية المختلفة.
كل ذلك رائع وجميل، على الأقل من الوهلة الأولى. لكن السؤال الذي يظل حائرًا دائمًا في نظري هو: هل مجرد تغيير صاحب المعالي سيغير من طبيعة الأداء؟ الجواب حتمًا نعم، فلكل شيخ طريقة ولكل وزير أسلوبه الخاص!
لكن ما مدى التغيير الذي سيلحظه المواطن عند الطرف الآخر في الوزارة نفسها، أي التنفيذيون الذين يقدمون الخدمة مثل الطبيب والممرض في الصحة أو المعلم في التعليم؟! هل يكفي أن يلعب الوزير بنفس القواعد القديمة للعبة دون محاولة تغيير أصولها وشروطها ومعاييرها؟
النية الحسنة وحدها لا تكفي حتمًا، ولا حتى النزاهة والشفافية! هي بالتأكيد تحسّن من مستوى الأداء والرقابة والمتابعة، لكنها لا تكفي في ظل أنظمة عتيقة لم تعد تناسب الزمان، ولا آليات قد لا تنجح في كل مكان.
القيادة الواعية هي التي تبتعد قدر الإمكان عن ممارسة العمل اليومي الروتيني الذي يستهلك الوقت ويقتل الإبداع ويجمد الطاقات وينتهي بصاحبه إلى محفظة التاريخ وربما ملفات النسيان.
القيادة الحكيمة هي التي تراجع الصورة الكبيرة والإطار الواسع، فلا تستغرقها التفاصيل ولا تنهكها محاولات الترقيع هنا وهناك. دولة بحجم المملكة تستدعي إعادة النظر في تشكيل الوزارات والأجهزة التي تقدم خدماتها لكل ركن فيها، ولا يستغني المواطن عنها أيًا كان موقعه على الخارطة الكبيرة.
لقد جربنا الإدارة المركزية على مدى عقود طويلة، فكانت مناسبة لأزمان قديمة، لكنها اليوم تبدو مكمن العلة وأصل الداء، فهل من شجاعة (وزارية) تبحث عن حلول أخرى وآليات مختلفة قد تخفف من قبضة القرار المركزي وتشجع على تنافس شريف بين فروع ومديريات ينتج عنه إبداع أفكار جديدة وانطلاقات غير تقليدية يستفيد منها الجميع في حال نجاحها، ويتجنبها الجميع في حال فشلها.
المياه الراكدة لا تتحرك بمجرد تحرك المحيطين بها، ولا بمجرد تغير الجمهور المتضرر منها.
salem_sahab@hotmail.com


 
إطبع هذه الصفحة