الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :المشروعات الصحية .. المعضلة في التنفيذ!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/04/1432
نص الخبر :
انطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين على صحة المواطن في إطار حرصه على تحقيق الرفاهية والاستقرار ورغد العيش لشعبه الكريم .. تضمنت الأوامر الملكية التي شهدتها «جمعة الخير» أمرا ملكيا بدعم ميزانية وزارة الصحة بمبلغ (16) مليار ريال لتنفيذ عدد من المدن والمراكز الطبية في مناطق المملكة المختلفة.
الأمر الملكي الكريم ركز بهذا على حلول جذرية استراتيجية تستهدف البنية التحتية .. واستهدف منطلقات التنمية المتوازنة من خلال إنشاء مدن ومراكز طبية في مختلف المناطق لتوفير فرص العلاج المتقدم للمواطن حيثما يكون دون تركيزها في منطقة واحدة وما يترتب على ذلك من عناء على المواطن.
وإلى جانب هذه المشاريع الصحية التي جاءت في الأمر الملكي الكريم .. هناك مشاريع صحية أخرى في ميزانية وزارة الصحة للعام المالي الحالي (أكبر ميزانية في تاريخ الوزارة) ومشاريع في الميزانيات السابقة اعتمدت لها المبالغ اللازمة لتنفيذها.
ولكن المؤسف أن تنفيذ هذه المشاريع الصحية وترجمتها إلى واقع .. يكتنفه بطء شديد وتعثر كبير .. أسهم في حدوث فجوة واضحة وخلل في التوازن بين ما يعرف في أدبيات علم الإدارة الصحية بالعرض والطلب على الخدمات الصحية
Supply-Demand of Health Services
بمعنى أن هناك طلبا متزايدا واحتياجات متنامية على خدمات الرعاية العلاجية .. في وقت هناك نقص حاد في هذه الخدمات .. الأمر الذي نتج عنه عجز مؤثر في الأسرة العلاجية بالمستشفيات وازدحام شديد في عياداتها الخارجية .. انعكس في المجمل على جودة الأداء وساهم في ارتفاع معدلات الأخطاء الطبية.
فهناك الكثير من مشاريع إنشاء مستشفيات في مختلف مناطق المملكة متعثرة ومتعطلة منذ سنوات.
ففي جدة ـــ على سبيل المثال ـــ هناك مشروع مستشفى شمال جدة .. لا زال تحت الإنشاء لم ينته رغم مرور نحو ثماني سنوات تكفي لإنشاء ثمانية مستشفيات!! ولا زال مشروع مستشفى شرق جدة متعثرا والعمل فيه متوقف .. يحدث هذا في وقت تختنق فيه المستشفيات نتيجة النقص الحاد في أسرتها والزحام الشديد في عياداتها.
القضية ـــ إذن ـــ ليست في توفر الاعتمادات المالية .. بل هي في تنفيذ المشاريع الصحية التي يكتنفها البطء والتعثر .. والفراغ الزمني البائن بين تصميم مخططات المشروعات الصحية ووضع التصور الكامل لها وبين تنفيذها على أرض الواقع.
ومرد ذلك في الكثير من هذه المشاريع يرجع إلى ترسيتها على شركات تفتقد القدر اللازم من الإمكانيات والخبرات .. حيث تسقط معايير الكفاءة والخبرة والإمكانيات أمام معايير نظام المناقصات والمشتريات «العتيق» وأمام متطلب السعودة الذي كثيرا ما يكون عاطفيا.
إن النظرة الفاحصة الدارسة للمستشفيات القائمة حاليا تبين أن المستشفيات التي تقوم بدور هام ومركزي في تقديم الخدمات الصحية .. هي المستشفيات التي قامت بتشييدها شركات أجنبية معروفة عالميا برصيدها الضخم من التخصص والإمكانيات والخبرة .. مثال ذلك مستشفيات الملك فهد الخمسة التي شيدتها شركة ألمانية قبل أكثر من ثلاثة عقود ولا زالت على مدى السنوات تمثل المحور الأساسي للخدمات الصحية في جدة والمدينة المنورة والهفوف والخبر وجازان.
إن الحل لمعضلة تنفيذ المشروعات الصحية إذن وبكل بساطة يتمثل في التعاقد مع شركات عالمية متخصصة تمتلك القدرة والخبرة والإمكانيات لتنفذ مستشفيات وفق أحدث المواصفات التقنية الطبية الحديثة .. وذلك حتى تتحقق تطلعات خادم الحرمين الشريفين ـــ يحفظه الله ـــ وتلبي الاحتياجات الصحية للمواطنين برعاية طبية عالية الجودة.

 
إطبع هذه الصفحة