الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :مرمى نفايات «حمراء الأسد» أول قضية بيئية تدخل أروقة «المحاكم»
الجهة المعنية :كلية علوم البحار
المصدر : جريد الاقتصادية
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/12/1429
نص الخبر :

المدينة المنورة - هيبت محمود     الحياة     - 28/12/08//

على رغم أن قصة مرمى نفايات حي «حمراء الأسد» في المدينة المنورة بدأت قبل 21 عاماً، إلا أن المتضررين من سكان الحي لم يطالبوا بحقهم إلا منذ عام ونصف العام، لتكون أول قضية بيئية تدخل أروقة المحاكم في السعودية من خلال 9 جلسات.
وجاء هذا التحرك بعد أن أكدت نتائج التحاليل الأولية الصادرة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كجهة محايدة وجود نسب عالية من المعادن الثقيلة بمرمى النفايات أظهرت حجم التلوث في المنطقة. وإزاء ذلك، أقام سكان حمراء الأسد دعوى ضد ثلاث جهات حكومية، هي أمانة منطقة المدينة المنورة، وفرع وزارة التجارة والصناعة، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، يتهمون فيها هذه الجهات بالتسبب في انتشار التخلف العقلي وتشوه الأجنة بين سكان الحي. 
وخصص هذا الموقع لرمي النفايات السائلة والصلبة من المخلفات الصناعية من الشركات والتي يتم فحصها من قبل مختبرات الأمانة، للتأكد من خلوها من مادة «الزرنيخ» السامة وتم إنشاؤه في عام 1402هـ ومنذ ذلك الحين وهو يستخدم لهذا الغرض.
ولا يزال سكان حي حمراء الأسد، يطالبون بتدخل لحل أزمة أكثر من 600 أسرة بحي حمراء الأسد، تعرضوا للأمراض والتشوه الخلقي والعقلي، وذلك بحسب عبدالرحيم معلث المطرفي، الذي طالب باسم الأهالي إيجاد حل للمأساة البيئية التي يعاني منها الإنسان والنبات والحيوان في «حمراء الأسد».
وقال لـ«الحياة»»: «إن الناس في حمراء الأسد بُسطاء لا يعلمون شيئاً عن معنى التلوث وليس لديهم أدنى ثقافة أو إلمام بآثار التلوث، كما أن معظمهم يعتقدون أن ما يحدث من أضرار هي ابتلاء من الله وعليهم الرضا بقضاء الله وقدره، في حين لم يزعجهم في الأمر سوى الروائح الكريهة». والمطرفي ضمن 240 موكلاً هم من بين 650 متضرراً طالبوا من الإدارات الحكومية الثلاث، بإزالة ما أحدثته الكارثة البيئية التي حلت بهم وأهلكت الحرث والنسل، مقدمين شكواهم إلى المحكمة الإدارية (ديوان المظالم سابقاً) بإثبات التلوث والضرر الناتج منه، مطالبين بتعويض مالي قدره بليونا ريال.
وبحسب رئيس فريق الادعاء عضو اتحاد المحامين العرب سعود بن عواد الحجيلي، فإن عدد السكان المتضررين يبلغ 650 مواطناً بينهم 12 إصابة تخلف عقلي من أثر مادة «الرصاص»، إضافة إلى التشوه في الأجنة في البشر والحيوان، وظهر ذلك في الأغنام والطيور والقطط والكلاب حتى أن هناك طيوراً لا تقوى على الطيران وتسقط على الأرض فيلهو بها الأطفال، وبيّن أن دراسات أثبتت أن هناك تلوثاً يتسرب إلى المياه الجوفية يحتوي على الزرنيخ والكاديوم والرصاص والزئبق والتترات وهي من أخطر أنواع المعادن الثقيلة.
وأضاف: «إن هناك حيوانات نافقة ومشوهة وبعضها انسلخ جلدها وأصبح لونها أحمراً، وبعضها بثلاث آذان في جهة واحدة والجهة الثانية من الرأس من دون أذن، وأخريات بعين واحدة في جهة والعين الأخرى غير موجودة تماماً». وقال الحجيلي «إن القضية صدر فيها حكم صرف النظر عن دعوى المدعين ضد الإدارات الحكومية الثلاث في الرابع من شهر شعبان للعام الجاري، واستلمنا صك الحكم في السادس من شهر رمضان الماضي، وكان الحكم صدمة كبيرة».
وقدّم فريق الادعاء لائحة اعتراض ركز فيها على الضرر الذي أصيب به الحي بموجب دراسات وتقارير من جهات محايدة ورفعت لهيئة التدقيق. وقال «نحن ننتظر إحالة القضية مع الاعتراض إلى أحد دوائر الاستئناف، فإما أن يصدق الحكم ويأخذ القطعية أو يرفض الحكم وتعاد القضية إلى المحكمة الإدارية بالمدينة المنورة أو أن تعاد لوجود ملاحظات عليها».
و«حمراء الأسد» حي كبير داخل النطاق العمراني يقع في الجهة الجنوبية الغربية من مسجد الميقات وتقطن فيه كثافة سكانية من سكان المدينة ومعظمهم من قبائل عوف من حرب كما يسكنون الأحياء المجاورة مثل «عروة» وحي «آبار علي» وحي «حمراء الأسد» وبه الكثير من الخدمات والمدارس والطرق والشوارع وليس منطقة غير آهلة بالسكان، وهو موقع وقعت فيه معركة حمراء الاسد في 16/10/3 هـ.


 
إطبع هذه الصفحة