الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :حتى لا نندم
الجهة المعنية :إدارة العلاقات العامة
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/12/1429
نص الخبر :
أحمد خضران العُمري - خميس مشيط

الندم حالة تأتي للشخص في أوقات معينة كردة فعل تعبر عن شعوره بعدم الرضا ، وفي حياتنا اليومية نندم على أشياء كثيرة قمنا بها أو لم نتمكن من القيام بها . وعندما نندم أحيانا تكون الفرصة قد فاتت للتعويض فيكون الخيار الذي أمامنا التمشي مع واقعنا ومحاولة الاستفادة من دروس الحياة .وقد نكون في بعض الأوقات نحن من تسبب في الندم لأنفسنا بعدم الاستفادة من الفرص المتاحة أو بعدم التفكير والتخطيط المسبق ، وقد نندم مجبرين عندما لا نملك الخيارات . في عالم الدراسات العليا يبدو أننا على مشارف ندم كبير إن استمرت الجامعات في التعاطي مع مستجدات العصر بنفس الأنظمة واللوائح السابقة – التي أكل عليها الدهر وشرب - والتي للأسف حرمت شباب هذا الوطن من فرص كثيرة ومن تغيير في أساليب حياتهم بشكل عام .
ما أعرفه وما أثق فيه تماما أنه في دول كثيرة يتم جذب المبدعين والراغبين في إكمال دراستهم الجامعية العليا جذبا إلى مقاعد الدراسة إيمانا شديدا بما سيقدمونه بعد أن يحصلوا على درجات عليا وبعد أن يقدموا أبحاثهم ودراساتهم التي تسهم في رقي وتقدم تلك الشعوب ، ونحن لسنا معزولين عن تلك الشعوب ، بل إن لدينا مقومات أكبر لنكون الأفضل ، ما يعيقنا حقا أننا لا زلنا نفكر بأسلوب واحد وننتظر نتائج مختلفة – وهذا لن يقدم لنا شيئا ، بل ربما يعيدنا للخلف في زمن تتقدم فيه الأمم بسرعة التغير التقني الذي نشهده . أعداد كبيرة من الطموحين يقفون على أبواب الدراسات العليا يحملون معهم آمالا وطموحات وتطلعات ، وفرصا معدودة تترأى أمامهم وتنافس شديد من اجل الحصول على مقعد ، وأعداد كبيرة تعود مكسورة الخاطر ، تلملم أوراقها ثانية في ملفاتها ( العلاقي ) لتعود السنة القادمة عل التغيير يطال الأنظمة واللوائح ولكن لا حياة لمن تنادي ... لا زلنا نقف أمام التقدير الجامعي وننسى أدوار المرشدين الأكاديميين الذين يتناسون واجباتهم أمام طلابهم فلا نصيحة ولا توجيه وإنما توزيع جداول . ولا زلنا نقف أمام تقليص الأعداد المقبولة في كل تخصص وفي الوقت نفسه نعاني من النقص الحاد في الكوادر المتخصصة . وخير دليل على ذلك ما نراه من إعلانات عن طلب معيدين وأساتذة جامعات في جامعاتنا الحديثة . وهنا يأتي تساؤل كبير بحجم أنظمتنا .. كيف نجد متخصصين وأساتذة جامعيين ونحن لم نتح لأبناء الوطن الفرصة ليكونوا هم ذلك الرجل .. ؟؟
اعتقد جازما أننا لا بد أن نتحرك باتجاه تبسيط الأنظمة والإجراءات وأن نبحث عن المبدعين وذوي الخبرة وذوي الطموحات والبارزين في كل التخصصات ونجذبهم جذبا إلى الدراسات العليا . إنني أطالب وزارة التعليم العالي بترشيح دارسين في الدراسات العليا حتى وإن لم يتقدموا ، فلا بد من وجود فرص تمنح لكل من سيخدم الوطن ، حتى لو كان تقديره يسبب الحموضة للمتمسكين بأنظمة قابلة للتغيير .
أقول إن لم نتحرك سريعا سنندم ندما كبيرا عندما تتجاوزنا الدول بعلمائها وباحثيها ومبدعيها ، وعندما تهاجر أموال أبنائنا للخارج بحثا عن الدراسة بأي ثمن كان وبأي طريقة كانت .. أما لو حدث ذلك فعلا فلن يكون هناك فرصة أخرى للتعويض بل سنحصل على جيل محبط .. لا وظيفة .. لا مجال لإكمال الدراسة ... لا طموحات ... لا آمال ... لا تطلعات ...
وهنا فكروا معي قليلا ماذا سنجني وماذا سيجني الوطن؟ ...


 
إطبع هذه الصفحة