رب ضارة نافعة
من منافع الازمة المالية العالمية التي تعصف بالعالم منذ عدة اشهر، تنامي وزيادة في الوعي الانساني غير مسبوقة.. فالتداعيات المرتبطة بالازمة ايقظت لدى الناس الاهتمام بمفاهيم اقتصادية ومالية لم تكن تعني لهم شيئاً من ذي قبل، فاليوم يتناقش الناس حول المفاهيم والآليات الخاصة بالتمويل/الاقتراض والمطالبة باعادة النظر فيما تقوم به البنوك المحلية من احتكار لسوق الاقراض وفرض شروطها المتعسفة على ذوي الحاجات دونما رحمة.. وبحسب المستشار الاقتصادي عبدالله الصحفي حيث يقول في تقرير صحفي نشرته جريدة الرياض العدد 14791 في 24/12/1429هـ ان عمولة البنوك على قروض الافراد جائرة وفيها ظلم كبير للمقترض الذي يكتشف انه سدد نحو 80% فوق قيمة القرض الحقيقية..(أ.هـ) ومعلوم ان البنوك السعودية تطبق آلية احتساب الفوائد على نحو مركب (الطريقة المركبة) وهي من اعلى النسب في العالم اذ تتراوح بين 15 و24% بينما المعدل الطبيعي العالمي في الدول الربوية غير المسلمة لا يتجاوز 6%، ومن اللافت ان القرض الاسلامي تصل نسبة العمولة فيه 24%؟!! في رمضان الفارط 5/9/1429هـ نشرت صحيفة المدينة جدولاً يوضح تكلفة قرض (مساكن) فالمليون ريال تكلفته 890 الف ريال اي مليون الا 110 الاف.. اليس ذلك عين الربا.. الشيخ صالح كامل في لقاءين منفصلين تحدث عن اسباب الازمة المالية في العالم والتي وصفها (بحالة التخبط).. وهي الحالة التي تنتاب المرابين. طالبنا ها هنا لجنة الشؤون المالية بمجلس الشورى، ومؤسسة النقد وغيرهما من جهات ان تعيد البصر كرتين في اوضاع بنوكنا وتقنين (الفوائد) التي تحتسب على القروض ونسب الاستقطاع من المقترضين وياحبذا ان تدخل مؤسسة النقد في معالجة الفوائد المركبة والعمل على خفضها وجعلها بسيطة لا متناقضة وحسب ، فالقروض الخاصة تجاوزت 750 ملياراً لا ندري كم نسبة الفوائد.. نرجو ألا تكون كنسبة مشروع مساكن 80% من قيمة القرض لكي لا يستمر التخبط.