الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :اختبارات القياس جدواها ومشروعيتها
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة الرياض
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/07/1431
نص الخبر :

صالح بن عبدالله العثيم

    أطلت علينا منذ فترة اختبارات القياس والتقويم لخريجي الجامعات الراغبين في الالتحاق بالعمل، وكذلك لطلاب الثانوي الذين يرغبون دخول الجامعات، وهذه الامتحانات متكررة مع رسومها الكبيرة على خريجي الجامعات الراغبين بالعمل وكذلك على الطلاب، وليس في مقدور معظم أولياء الأمور دفع هذه الفاتورة بصفة دورية؛ لاسيما أنه لا يوجد لها فائدة، بل إنها تقضي على آمال وتطلعات الراغبين بالعمل، وكذلك الراغبين بمواصلة مستقبلهم الدراسي على حد سواء.

وقد ذهب كثير من المعنيين بهذه المشكلة في تحليل دواعيها وتقييم بواعثها إلى عدة مذاهب، منهم من رأى بأن الهدف يتلخص في الحد من وجود فرص وظيفية أو مجال ملائم للتعليم أمام المجموعتين، ومنهم من تصور بأن الغاية تكمن في خلق عقبات كبيرة تعيق تحقيق التطلعات.

كما اعتقد بعض المخنوقين بسببها بأنها مشروع تجاري بحت لكونها تضر ولا تفيد وتفرض رسماً مالياً مكرراً، ومن الناس من يرى أنها اجتهاد خاطئ وغير موفق ولم يقيم بدرجة سليمة إذ كيف يقضي الطالب الراغب بالعمل ستة عشر عاماً في التعليم تنسفها ساعة أو ساعتان لقياس إمكانياته فتبعده وتهوي به إلى درك المعاناة والشقاء وانتظار عام بعد عام، والسنون تمضي ولا أحد يحس بأحد وهو يحلم وينتظر الفرج وترتيب حياته العلمية والزوجية، ولكن بلا أمل وهذا ينطبق على الطالب والطالبة في الصفوف الثانوية، حيث إن كلاً منهما يقضي أكثر من ألف يوم وهو يتعلم ويذاكر ويراجع ويمتحن عدة امتحانات في كل عام فصلين في مواد كثيرة تزيد على مائة مادة خلال ستة فصول، ثم بعد كل هذا العمر من الدراسة والمثابرة يقوم اختبار القياس ليقضى على كل هذه المراحل والزمن والجهد بلمح البصر؛ فيعطيه نتيجة سيئة إذا كنا منصفين وطبقنا امتحانات الفحص على الموظفين في الدوائر الحكومية والطلاب في الجامعات حتى المسؤولين عن أدوات الفحص لأخفق كثير منهم فيها، وهذا لا يعني أنهم قاصرون أو مقصرون، بل لأن أدوات الفحص اجتهادية وتنسجم مع قدرات شريحة من المجتمع تتفق وقدراته، ثم إني لا أعرف أي دولة سبقتنا لهذه الفكرة الغريبة التي تفحص المفحوص!

وفي هذه الحال الا يحق لأولياء الأمور ولكل من فرض عليه القياس التساؤل كيف ان ساعة القياس تحدد مصير المجموعتين، فتقضي على جهود سنوات لتحدد مستوى الراغبين بالعمل أو الطلاب خلال ساعة زمنية، لقد أصبح القياس شبحاً مخيفاً يهدد حياة الحالمين، ويقضي على مستقبلهم الوردي، وينسف كل أمل في مستقبل مشرق.

نعم إن مشروع اختبارالقياس والتقييم يدعونا للبحث والتنقيب عن السر الذي شرع من أجله، والغاية التي يصب فيها، وانسجاماً مع عدم جدواه نتطلع إلى إلغائه أو ترتيب وضعه في صور أخرى تحدد توجيه الموظف لقطاع دون غيره عند صدور قرار توظيفه، أو مساعدة الطالب على تعزيز درجاته لا الاضرار به حين يأخذ درجات ضعيفة بحيث تفيد ولا تضر، حتى نجد ان لاختبارات القياس فائدة واضحة، ولا تحتاج إلى قياسها وجدوى مشروعيتها حين تنسف الواقع وتثبت الخيال.


 
إطبع هذه الصفحة