الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :حصاد الإبداع.. وجائزة التميز
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/06/1431
نص الخبر :
السبت 12/06/2010
د. محمود إبراهيم الدوعان
الجوائز المرموقة ذات المصداقية والسمعة الجيدة والصادرة عن جهة ذات مكانة رفيعة لا تعطى اعتباطا، أو على سبيل المحاباة، وإنما تعطى لقاء عمل مميز وجهد خلاّق أستحق الإشادة والتقدير من قبل جهة التكريم.. وقد حصلت جريدة المدينة الغراء على هذا التميز من خلال تكريمها بجائزة مكة المكرمة استحقاقا لما قدمته هذه الصحيفة من تميز واضح في مجالات عدة منها: الثقافي، والاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي، والبيئي، وغيرها من المجالات المتعددة التي تهم الوطن والمواطنين. وحيث إن إسهامات جريدة المدينة تناولت فروع المعرفة جميعا وبنفس جودة الطرح وتحقيق المصداقية، فقد كانت لها إسهامات رائدة في الاهتمام بالبيئة ومجالاتها المختلفة حيث تطرقت في كثير من إصداراتها إلى: حفظ موارد البيئة الطبيعية، والسعي الدؤوب في معالجة قضايا التلوث بكل أنواعه، وتناول أحداث الكوارث الطبيعية بكل مصداقية، والتواجد في مناطق الأحداث لإعطاء القارئ أحدث المعلومات عما يجري حوله من مخاطر ليتجنب آثارها السلبية، وكذلك محاربة الفكر الضال وتناول قضاياه بنوع من الموضوعية والشفافية وما يمثله من سلبيات تجاه البيئات المجتمعية، وما تفرزه هذه البيئات من كوادر شيطانية ليس لها هم سوى الدمار والقتل وترويع الآمنين. كما حرصت جريدتنا الغراء على الاهتمام بكل ما يحفظ مدخرات هذا الوطن المعطاء الممثل في بيئته المحيطة وصيانة مواردها من جور الإنسان المتمثل في سوء استخدام مواردها والإخلال بتوازنها الطبيعي.. وقد سعدت بفوز «قرية النخيل الساحلية» بجائزة التميز (علما بأني لا أعرف موقعها)، في الحفاظ على البيئة الشاطئية حولها من التلوث، وعدم رمي المخلفات من المياه العادمة في البحر مباشرة، بحيث تم استخدام أجهزة معالجة لمياه الصرف وإعادة استخدامها في زيادة الرقعة الخضراء في القرية نفسها، وبذلك تم الحفاظ على البيئة البحرية حولها سليمة من التلوث ومن مخلفات الصرف الصحي القاتلة. ونحن نتساءل كم من القرى الساحلية، والشاليهات، والكبائن المنتشرة على طول شرم أبحر أو على طول الكورنيش حتى الوصول إلى درة العروس ترمي مياهها الآسنة في البحر مباشرة؟ ناهيك عن الفنادق الضخمة، والأبراج السكنية العملاقة، وغيرها من المنشآت الحيوية على طول الساحل وما تضخه من كميات كبيرة من المياه العادمة عبر أنابيبها الممتدة نحو البحر؟! كل ما نتمناه من الجهة الحريصة والمسؤولة عن حماية البيئة وصيانة مواردها « الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة» وهي ذات المسؤولية المباشرة عن البيئة بتوجيه جميع القطاعات الخدمية والمجمعات السكنية لعمل وحدات معالجة لمياه الصرف الصحي، ومن ثم إعادة استخدامها والانتفاع بها بما يحقق الصالح العام: مثل زيادة الرقعة الخضراء، أو توجيهها للحدائق العامة حفاظا على الصحة العامة، وعدم تلوث مياه البحر بمزيد من هذه الملوثات، فما فيه يكفيه، والبحر على هذه الحال من التردي يحتاج إلى عشرات السنين لتصحيح وضعه البيئي والعودة به إلى ما كان عليه مسبقا، نظيفا صافيا ينعم بخيراته الجميع. فهل نحن فاعلون؟

 
إطبع هذه الصفحة