الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :الريادة بين جامعة الإمام و«عكاظ»
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/06/1431
نص الخبر :
كنت أنوي الكتابة عن الريادة التي حققتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قبل حوالى أسبوعين، ولكن الأحداث المتلاحقة التي مرت بها المنطقة جعلتني أؤجل هذا الموضوع، ثم جاءت الريادة التي حققتها «عكاظ» فوجدت أن الوقت أصبح مناسبا لأتحدث عن ريادتين بدلا من الحديث عن ريادة واحدة.
خطت جامعة الإمام خطوات متسارعة نحو تقديم تعليم جامعي متميز، أعرف أن البعض له تحفظات على بعضه، لكني أعرف أن الغالبية ترى فيه خطوات متميزة، حيث تقدم الجامعة تعليما متنوعا يخضع لثوابت الإسلام الذي تتبناه بلادنا وتعمل الجامعة على خطاه.
معروف أن الجامعة تبنت كراسي علمية كثيرة متنوعة الأغراض والأهداف، فهناك ما يختص منها بالوحدة الوطنية، ودعم الدراسات المتعلقة بالعمل الخيري، وكذلك حقوق الإنسان، وفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك كرسي الجزيرة لدراسات الإعلام الجديد وغيرها من الكراسي العلمية المتميزة.
لكن تبني هذه الكراسي لا يكفي وحده، بل إن إخراج هذا النوع من الدراسات إلى حيز الواقع هو النجاح الحقيقي لأي كرسي علمي.
نريد أن نرى دراسات علمية جادة عن الوحدة الوطنية، ومثلها عن حقوق الإنسان، وعن الإعلام وغير ذلك نراها حقيقة في الجامعة، وفي المجتمع، وفي دور العلم والتعليم كلها. وهنا يأتي دور مدير الجامعة ومساعدوه ليتابعوا هذا العمل بجد حتى يراه الناس واقعا ملموسا مفيدا في حياتهم.
من الأشياء التي لفتت انتباهي إنشاء عمادة للموهبة والإبداع، وهذه العمادة إن قدر لها أن تحقق أهدافها ــ أو نصف أهدافها ــ فإني اعتقد أنها ستكون مفتاح نجاح الجامعة.
ليس مهما أن تخرج الجامعة ــ أية جامعة ــ طلابا يحفظون ولا شيء آخر، فلم يعد الزمن يحتاج أمثالهم كثيرا، الطالب المبدع ــ بمعنى الإبداع ــ هو الذي يجب أن تحرص عليه كل جامعاتنا، وحده يستطيع النهوض بالحركة العلمية الحقة في بلادنا. واكتشاف المواهب وتنميتها عملية شاقة لكنها هي النجاح كله. الريادة التي حققتها الجامعة بفضل كل ما قام به مديرها هي رئاسة الجامعة للمجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي..
وكما أن هذه الريادة تعطي مكانة للجامعة على المستوى الدولي، لكنها في الوقت نفسه تحمل الجامعة تبعات لا بد من تحملها.
الجامعة عليها أن تعمل على تطوير التعليم العالي في كل هذه الجامعات، ولا بد أن تضع بصمتها على هذا النوع من التطوير..
التعليم الإسلامي ومؤسساته يعاني من ضغوط هائلة عليه، ومن اتهامات متعددة، ودور الجامعة أن تواجه هذه الضغوط كلها بأعمال علمية مدروسة وإعلام جاد يواجه كل ما يقال عن الجامعات الإسلامية من افتراءات باطلة.
الجامعة خطت خطوات عملية جيدة وعليها مواصلة تلك الخطوات بخطى ثابتة.. أما «عكاظ» وبحسب الدراسات الإحصائية، فقد أثبتت تفوقها على كل الصحف السعودية وللسنة السادسة على التوالي، وهذا عمل جبار يحسب لكل العاملين في الصحيفة دون استثناء.
الإحصائية تقول: إن «عكاظ» الأكثر قراءة بين الشباب وكذلك بين النساء، وأظنها كذلك بين الرجال.
والسؤال: لماذا يقبل الأكثرية على قراءة «عكاظ» أكثر من غيرها؟! ولعل الإجابة البسيطة: إنهم يجدون فيها ما تشتهيه أنفسهم من تنوع الأبواب، وجدية الطرح، وتميز الكتاب، ومساهمة القراء في نقاش أوضاع مجتمعهم وكذلك كتاب صحيفتهم، وأظن أن ملف «عكاظ» الأسبوعي «الدين والحياة» له جمهوره ومحبوه لحسن طرحه، وأهمية القضايا التي يناقشها.
مفرح أن تواصل «عكاظ» تقدمها لست سنوات متوالية، لكن المفرح أكثر أن تستمر على هذا النهج، ولكن كيف يتم ذلك؟!
أعتقد أن التجديد في الأبواب، وطريقة عرضها، ومشاركة القراء فيها واحد من أهم الأسباب لربط القارئ بصحيفته وجعل الملل يبتعد عنه.
كتاب الصحيفة ــ غالبا ــ هم الذي يصنعون جمهورها، هم الذين يوجدون الحراك الثقافي بمختلف ألوانه ويقدمونه لقرائهم بصورة شهية ومستمرة.
وهنا يأتي دور رئيس التحرير في حسن الاختيار، وفي حسن التوجيه، وفي التقليل من الضغوط الرقابية، وفي التشجيع على مناقشة كل قضايا المجتمع وهمومه على اختلاف أنواعها.
ريادة «عكاظ» تعود لكل الإداريين الذين أسهموا في تقديمها للقراء، تماما مثل كل الكتاب والمراسلين والفنيين وسواهم.
الوصول إلى الريادة عملية شاقة لكنها ممتعة، والبقاء في الريادة عملية أصعب من الوصول إليها وتحتاج لعمل أكثر وأشق، لكنه مريح وجميل في نهاية المطاف.
من الجميل أن تبقى الجامعة في الريادة، وجميل أن تفعل «عكاظ» كذلك، والأجمل أن يتواصل صانعو الريادتين ويعملان معا فيما يتفقان عليه.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة

 
إطبع هذه الصفحة