الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :جمعية البر: قل جاء الحق!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/04/1431
نص الخبر :
الأربعاء, 14 أبريل 2010
أ.د. سالم بن أحمد سحاب

النفس بحكم فطرتها السليمة تحب سماع الأخبار الحسنة التي تصب عموماً في المصلحة العامة التي تعم بخيرها فئات الناس الذين هم أشد حاجة إلى هذا الخير. ومما أطرب النفوس المحبة للخير صدور حكم القضاء في مسألة تملك جمعية البر بجدة لثمانمائة ألف سهم من حصص شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات (ينساب) بعد جولات طويلة من المناقشات والمداولات خارج وداخل دائرة القضاء الشرعي.
وكانت حجة الطرف الآخر (شركة صدق) أن الجمعية قد أقرضت الشركة المبلغ قرضاً حسناً يُعاد بعد حين. وهو كلام لا يخلو من خلل واضح وثغرة غير منطقية، إذ لن يتردد أي (مغفل) في السؤال: وما مصلحة الجمعية في إقراض شركة صناعية تجارية مبلغ 8 ملايين ريال.. هكذا من (الباب للطاقة)؟ وحتى لو كان ذلك مسجلاً على (ورق)، فإن الأعمال في حقيقتها بالنيات، وبما تم العهد عليه والاتفاق على تفاصيله. ولو أن الناس طبقوا: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)، ولو أنهم علموا حقيقة: (إن الله كان عليكم شهيدا) لما غصت المحاكم بكل ذلك الكم الهائل من القضايا، خاصة من جهات اعتبارية مسؤولة من أمثال (صدق) وغيرها.
هل تراه الجشع وحده؟ أم محاولة استغلال الثغرات القانونية ما أمكن دون مراعاة للمقاصد والغايات والعهود والأقوال!! وهل تشكل هذه القضية درساً بليغاً للآخرين؟ نعم بلا ريب! فالحياة مدرسة لا تخلو من العثرات. اليوم نجت جمعية البر من شرك دُفعت إليه بحسن نية ونجت منه بفضل الله أولا، ثم بثقة القضاء في أقوالها ومستنداتها. ولكن ما يدريك ما يخبئه الغيب لمن لا يحسن توثيق كل صغيرة وكبيرة مهما حسن الظن به ووثق فيه الآخرون.
حكم القضاء المنصف أعاد الروح لمسؤولي الجمعية الذين لم يكونوا يتوقعون هذا الموقف العجيب من (صدق)، بل ربما تناولتهم بعض الألسن باللوم الشديد ظناً منهم التفريط في أموال الجمعية وحقوق اليتامى وتبرعات المحسنين. هؤلاء يستحقون منا جميعاً ثناءً خاصاً وشكراً مضاعفاً ودعاءً خالصاً.
مبروك لجمعية البر أموالها العائدة المستحقة منذ أمد طويل.
Salem_sahab@hotmail.com


 
إطبع هذه الصفحة