الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :إمبراطور بلا ورقة..!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 03/01/1430
نص الخبر :
الخميس, 29 يناير 2009
د. راكان عبدالكريم حبيب

يا سبحان الله! أصبح جورج دبليو بوش (عارياً) من الأقنعة الوهمية التي أجبر العالم على تصديقها والإذعان لها. فهو لا يستطيع أن يواري خطاياه التي أرتكبها في حق شعوب العالم .. وفي حق أمته ووطنه أيضاً. وماذا عساه أن يفعل تجاه الدعوات التي تطالب بمحاكمته ، وهي دعوات بدأت فعلاً ترتفع حتى من داخل بلده؟ منها دعوة المدعي العام السابق فنسنت بوغليوسي، والممثل الامريكي والناشط السياسي شون، خاصة أن قرار الرئيس الجديد أوباما بإغلاق معتقل غوانتانامو وقراره بالعودة إلى الالتزام باتفاقية جنيف يعدان دليلاً على انتهاك حقوق الأنسان الأمر الذي يدعم المطالبة بمحاكمته.
بغض النظر عن ظروف تسلمه للحكم وسط أجواء كانت ملبدة بسبب إعادة فرز أصوات انتخابية في الولاية التي كان يحكمها (أخوه)، وبغض النظر عما يردده الأمريكيون أنفسهم من عدم أهليته وتواضع معرفته وكفاءته، فقد ظهر بعد انتهاء ولايته أمام العالم أنه فعلاً لا يملك القدرة.. ولا المعرفة. فلو أنه كان يتمتع بالحد الأدنى من الصفات القيادية، لوقف أمام العالم ودافع عن نفسه.. وقدم الحجج التي تبرر تصرفاته وقراراته. وتقدم النماذج الثلاثة التالية دليلاً على أساليب إخفاقاته.
• إدعاؤه أن الله (حاشا لله أن يقول أحد منا هذا البهتان) كان يأتيه ويأمره بالحرب لتخليص العالم من الأشرار. ألا يعد هذا إدعاء بالنبوة.؟ وكيف يستوي لأمريكا أن تكون دولة علمانية ويحكمها نبي؟ أو على الأقل قديس في القرن الواحد والعشرين!
• مغالطة العالم بطريقة استهبالية. فعنما أثبتت بعثة الأمم المتحدة عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق، أفاض بوش من علمه أن هذا يعد دليلاً على وجود الأسلحة.
• عدم قدرته على التصرف في أبسط الأشياء. فعندما تم إبلاغه بأحداث الحادي عشر من سبتمبر (وهو أمر في غاية الخطورة) لم يبد أي رد فعل وأظهر أنه لا يعرف كيف يتصرف حيث استمر في متابعة الحفل المدرسي تاركاً بلاده في غليان.
تنبئنا هذه الأساليب عن الكيفية الساذجة التي أتبعتها إدارة هذا الرئيس في التعامل مع العالم ومع الشعب الأمريكي نفسه. وأمامنا مثالان على هذه السذاجة: الأول استخدام الكذب. حيث وقف وزير خارجيته كولن باول محاضراً أمام أعضاء مجلس الأمن وقدم لهم معلومات أقل مايقال عنها أنه نفسه كولن باول اعترف بكذبها. والمثال الثاني هو استمراء الكذب على شعبه، ففي كل مرة يحتاج إلى أصواتهم يحذرهم من وجود مخطط إرهابي لتدمير منشآت في عدة مناسبات، تبين بعد ذلك عدم صدقها. لا يعنيني كيف انطلى هذا الأسلوب على الشعب الأمريكي وعلى العالم.. لكن الأهم من ذلك هو معرفة كيف صدق العالم العربي ببساطة هذه الإدعاءات؟ يرجع تمرير هذه الأساليب إلى الفريق الذي عمل على توجيه الرئيس نفسه. واستخدم أحد أردأ الأسلحة وهو سلاح التخويف حيث استخدم كلمة الإرهاب فزاعة داخل أمريكا لاستمالة الأمريكيين واستخدمها تجاه دول العالم بتهديدها بالحرب على أنظمتها. لكن رغم إدراك العالم أن أمريكا لم يك بإمكانها توسيع نطاق حروبها خاصة بعد فشلها في العراق وأفغانستان، إلا أن الدول العربية خشيت هذا الإمبراطور المتهور ونسيت قوة الضغط التي تملكها إن أرادت وهي وحدة كلمتها، فلو اجتمعت وقالت (لا) لما استطاع هذا الرئيس إجبارها على قرار. لكن يظل السؤال باقياً وهو كيف ولماذا استمع العالم العربي إلى هذا الرئيس وهو بهذه الصفات المتواضعة؟!
د. راكان عبدالكريم حبيب
rakanhab@yahoo.com


 
إطبع هذه الصفحة