الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :وزارة التعليم العالي وصناعة المستقبل
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة الوطن
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/02/1431
نص الخبر :

علي عيسى الشعبي
شهدت العاصمة الرياض تظاهرة تعليمية علمية وثقافية غير مسبوقة في تاريخ التعليم في بلادنا، شارك فيها أكثر من 300 جامعة عالمية وعربية ومحلية ضمن المعرض الدولي الأول للتعليم العالي الذي أقامته وزارة التعليم العالي خلال الفترة من 11-14/02/1431هـ الموافق 26-29/01/2010م وقد صاحب المعرض عدد من الجلسات العلمية وورش العمل والندوات التي شارك فيها عدد كبير من مسؤولي التعليم العالي في العالم، كما حظي المعرض وعلى هامشه توقيع العديد من الاتفاقيات بين الجامعات السعودية ونظيراتها من الجامعات العالمية.
المعرض والفعاليات المصاحبة له كان حدثا مميزا، لأنه في تقديري جاء في الوقت المناسب حيث يشهد التعليم العالي في المملكة تحولات كبيرة أفقيا ورأسيا، وعلى المستويين الكمي والكيفي، ولهذا حظي المعرض بعدد كبير من الزائرين، تجاوز عددهم زوار المعارض السابقة التي شهدتها الرياض، وترك حراكا ثقافيا وتعليميا غير مسبوق، شاركت فيه كل الجامعات السعودية الحكومية والأهلية واستطاع -أي المعرض- أن يستقطب أعدادا كبيرة من أساتذة الجامعات وطلاب التعليم العالي والعام، وكم هو جميل أن ترى شبابا سعوديا من الجنسين في أروقة المعرض يتفاعلون مع الحدث بكل إيجابية ويسألون ويستفسرون ويحاورون ممثلي الجامعات العالمية بلغة إنجليزية واضحة وشخصية وطنية واثقة وتطلعات مستقبلية واعدة.
لفتت انتباهي تلك الشابة التي أعتقد أنها في نهاية المرحلة الثانوية وهي تقف أمام "كاونتر" إحدى الجامعات العالمية، تسأل عن القبول ونظام الدراسة في الجامعة والسكن والتأشيرة وغيرها، ولم يقف بها التطلع إلى هذا الحد، ولكنها كانت تسأل عن ترتيب الجامعة في قائمة أفضل الجامعات العالمية، إضافة إلى سؤالها عن التخصصات المعتمدة أكاديميا في تلك الجامعة.
وأقول نجحت وزارة التعليم العالي في إقامة معرض التعليم العالي الأول بشهادة الجميع، كيف لا وهي تدرك أن التعليم هو المحرك الرئيس للتحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لأي أمة، وبالتالي فهو الأداة الفاعلة لتغيير الواقع ومواجهة متطلبات المستقبل والنهوض بالأمة وصياغة ملامح جيل المستقبل الذي يعول عليه في قيادة التنمية، والتفاعل الإيجابي مع معطيات العصر، والتأثير الفاعل فيما حوله في عالم متغير لا يعترف إلا بالتفوق والتميز.
إن التعليم اليوم هو الاستثمار الأجدى والخيار الاستراتيجي الأمثل، لأن مردوده هو الأفضل، وتأثيره هو الأقوى، ومن هذا المنطلق حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله برؤيته الثاقبة على الاهتمام بملف التعليم في بلادنا وزيادة ميزانيته، والتوسع في مؤسساته، والحرص على الجودة في عملياته، والتميز في مخرجاته، ولهذا شهد التعليم العالي على وجه الخصوص نقلات هائلة وتحولات كبيرة وإنجازات رائعة قادتها وزارة التعليم العالي بكل اقتدار، وتميزت فيها عن التعليم العام الذي ما زال بعيدا عن التطلعات ، ووزارة التربية والتعليم في حاجة إلى مواكبة ما وصل إليه التعليم العالي حتى لا تكون هناك فجوة بين النظامين تؤثر سلبا على منظومة التعليم في بلادنا.
أقول وزارة التعليم العالي استطاعت بهذه الإنجازات أن تصنع مستقبل الوطن وتشكل ملامحه في خطوة سوف تقدرها لها الأجيال، ويسجلها التاريخ، حيث تضاعفت أعداد الجامعات الحكومية ثلاث مرات من ثماني جامعات إلى أربع وعشرين جامعة في أربع سنوات تقريبا، وزاد عدد الجامعات الأهلية إلى ثماني جامعات وأكثر من أربعين كلية أهلية في عشر سنوات، واستوعب التعليم العالي الأهلي أكثر من35 ألف طالب وطالبة، وارتفع عدد المبتعثين إلى أكثر من 80 ألف طالب وطالبة في أكثر جامعات العالم في خطوة غير مسبوقة في تاريخ التعليم، ليس على مستوى المملكة فحسب، ولكن على مستوى العالم وسيستمر الابتعاث خمس سنوات قادمة.
ولم تقتصر إنجازات الوزارة على التطور الكمي على أهميته وضرورته في المرحلة الحالية بل تجاوزت إلى التركيز على التطور النوعي في البرامج من خلال هيئة الاعتماد الوطنية التي تراقب وتقيم البرامج لضمان جودتها، وهناك اليوم عدد من الجامعات الحكومية والأهلية لديها عشرات الاعتمادات الأكاديمية من هيئات اعتماد عالمية.
إن هذه التحولات الكبيرة في منظومة التعليم العالي في بلادنا سيكون لها حتما انعكاساتها الإيجابية على مستقبل الوطن، ومن خلالها ستلحق بلادنا بإذن الله بالعالم الأول بكل ثقة، وسنكون قادرين على مواكبة متطلبات العصر، والتفاعل مع معطياته وتحقيق تطلعات أبناء الوطن التي حدودها السماء.
إن هذه الإنجازات التي حققتها وزارة التعليم العالي ما كان يمكن أن تتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى أولا ثم دعم ورعاية وقناعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله وقدرة فريق العمل في وزارة التعليم العالي بقيادة معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري الذي نجح في استقطاب كفاءات متميزة ساهمت في ترجمة تطلعات القيادة إلى واقع ملموس، واستطاعت وزارة التعليم العالي من خلاله أن تسهم في صناعة مستقبل بلادنا ،أو لنقل استطاعت أن تضع المملكة على بداية الطريق لصناعة مستقبل زاهر بإذن الله.
وعودا على بدء حظي المعرض والفعاليات المصاحبة له بمشاركة أعداد كبيرة من مديري جامعات وعمداء كليات وأساتذة جامعات وحبذا مستقبلا لو تم ترتيب زيارات لهم للجامعات والكليات السعودية، وإلقاء محاضرات أو المشاركة في ندوات أو ورش عمل أو حتى إعطاء محاضرات للطلاب للاستفادة من تواجدهم في المملكة، إضافة إلى عقد لقاءات ثقافية وأكاديمية غير رسمية وغير مجدولة على هامش المعرض والاستفادة من الضيوف أثناء إقامتهم للمشاركة في مسامرات أكاديمية وثقافية في الفنادق التي يقيمون فيها.


 
إطبع هذه الصفحة