الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :معلم ثانوية بمرتبة سيناتور!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة الوطن
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/02/1431
نص الخبر :

راكان حبيب

هل المطلوب من معلمي المدارس تنجيح الراسبين لكي يحموا أنفسهم من غضب الطلاب؟ إن فعلوا ذلك، سوف يحصلون على الثناء العطر في منتديات النت وعلى جداريات المدارس وفي نفس الوقت يحمون أجسادهم من العنف وسياراتهم من التهشيم. أنا متأكد أن البعض يطبق هذا الإحتراز من باب (ابعد عن الشر) ومتأكد أن هذا الحال سوف يصبح ظاهرة خطيرة إن لم نلتفت له خاصة أنه امتد إلى الجامعات. ففيها تبدأ ملامحه قبل الاختبارات بالرجاء والدعاء في رسائل الجوال والإيميل وتتبدل لهجته بعد ظهور النتائج بالشتائم والكلمات البذيئة. وإذا تصفحنا المنتديات سوف نجد أسماء الممدوحين لأنهم يوزعون الامتياز، وبالمقابل سوف نرى السباب والشتائم على آخرين لأنهم لم يوزعوا النجاح.
عندما يحتل العنف في مدارسنا عناوين صحف الأسبوع الماضي فلابد أن نخرج عنف ما بعد الاختبارات عن بقية أشكال العنف. فهناك عنف يقوم به الطلاب نتيجة لسوء تعامل بعض المعلمين معهم وهو أمر لابد أن تلتفت إليه الجهات التعليمية . ولكن يبدو أننا لا نعرف سبب عنف ما بعد نتائج الاختبارات حتى الآن، أو لا أحد يريد أن يفتح ملفه. فعدم النجاح لا يعد سبباً كافياً للسلوك العدواني والتظاهر خارج أسوار المدارس خاصة أنه يخرج إلى السطح أثتاء الاختبارات وبعد ظهور النتائج. وهو في جميع الأحوال يعد مؤشراً لوجود خلل كبير إما في العملية التعليمية ( المعلم والمنهج ) أو في المجتمع ( التربية )
إذا استثنينا من حوادث عنف الاختبارات شغب 300 طالبة داخل المدرسة المتوسطة ال17 بمكة المكرمة ومحاولتهن الاعتداء على وكيلة المدرسة بسبب سوء التعامل ، كان حادث إحراق 3 طلاب لكنترول الامتحانات بمدرسة الحشرج المتوسطة بمثابة الدليل على وجود هذه الظاهرة الخطيرة بعد أن أتلفوا أجهزة الكمبيوتر التي بها النتائج وأحرقوا أوراقاً لم يتم تصحيحها. فالسبب الظاهر أمام الناس هو إجبار المدرسة على إعادة اختبارات المواد التي حصلوا فيها على درجات متدنية ، ولكن في واقع الأمر يعد هذا السلوك نتيجة لشيء ما لا نعرفه رغم تعبير الطلاب عنه في الشارع العام كما جاء في الملصقات التي وضعوها على سياراتهم في جدة بعد خروجهم من صالات الاختبار الأسبوع الماضي.
لابد أن لا نفكر في العقاب لأنه لا يحقق إلا نتيجة واحدة وهي نسيان علاج الظاهرة. لذلك أخشى إن تركناها بدون تدارك أسبابها المخفية سوف يضطر المعلمون والمعلمات إلى الدخول في انتخابات غير شريفة للحصول على رضا الطلاب . فيخاطبون طلابهم كما يخاطب المرشح الأمريكي الناخبين اليهود : كل ما تريدونه سوف أحققه لكم ! وعندئذ سوف يزداد هذا العنف ويخرج إلى الشارع وهو يحمل عنوانين : الأول ، شهادات نجاح على الورق . والثاني ، العنف وسيلة ضغط.


 
إطبع هذه الصفحة