الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :جودة الجامعات أهم من كمها في معيار تقدم الدول
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة الوطن
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/02/1431
نص الخبر :
عندما ينظر الإنسان ويقارن بين حضارتين أو ثقافتين غربية وعربية يدرك أن المحيط الذي يفصلهما يتسع ويتمدد وبالتالي يصعب تجسيره في يوم وليلة ولذا كانت المهمة الأسهل استخدام منظار مكبّر من كلا الطرفين للنظر فيما تصنعه كل ثقافة. ولكي تصل كل نظرة لصورة منطقية تعتمد على النباهة التحليلية يجب على كل ناظر أن ينظر لما تحتويه ضفته ومن ثم مقارنته مع ما يرى مع التريث الحصيف في تطبيق كل ما يراه، والأخذ بما رأته الضفة الأخرى أكثر فائدة ونفعاً.
بهذه الصورة ابتدرت صديقي في أحد المطاعم الأمريكية بعد أن أخذنا الحوار إلى البناء التعليمي الذي تنتهجه الولايات المتحدة والذي يميزها عن تعليم العالم الآخر بما في ذلك دولتنا الغالية. فكان يعرب عن أسفه حين يرى الولايات المتحدة تحظى بعدد مهول من الجامعات ينوف عن الثلاثة آلاف جامعة قياساً بعدد جامعاتنا في المملكة. فكرت فيما يراه هذا الصديق ولحظت صوابه من جهة وخطأه من الأخرى، فلقد اتضح صوابه حين رأى أن هذا العدد الرهيب من الجامعات يساهم في التقليل من نسبة البطالة ويقضي على الطبقة الأميّة بحيث تصبح الأمة مثقفة وملمة بما يفيدها في مناحي حياتها، وتبينت خطأه حينما وجدت أن عددا قليلا فقط من هذه الجامعات يُقرّ بسيادته وقدرته عالمياً كأمثال هارفارد وييل وستانفورد. فذكرت لصديقي أن البناء التعليمي ليس بناء الحجارة والصخور، وإنما بناء قواعد البيانات ومراكز البحوث التي تخلق للحجارة والصخور أهمية ومكانة، فبمقدور العدد القليل في بلادنا توفير طرائق ووسائل جديدة للقضاء على تضخم البطالة والأمية شرط أن نقدم لها ما تتطلبه كهيئة علمية معتمدة. فليس الحل الناجع إنشاء الكثير من الجامعات لاحتضان أبنائنا ومن ثم العجز عن توفير فرص عمل لهم لنبدو كمن عالج البطالة ببطالة، ولكن الحل الأنجع هو بقاء بلادنا العزيزة على ما هي عليه من جامعات مع تطعيم كل جامعة بمركز بحوث مستقل ومكتبة علمية مجهزة بأحدث التقنيات تقدم جامعاتنا على الصعيدين العربي والعالمي. ولعل هذا الحل قد تبدى في صورته الأولى بقيام جامعة كاوست والتي رصدنا لها جميعا كل التوقعات الحسنة في قادم أيامها.
وبهذه الخطوة وبهذا التقنين العلمي لا نجد مجالاً للأسى والتحسف على هذه الأعداد القليلة بل نتمكن في المقابل من تطويع نتاجها وعطائها للوصول إلى نهضة علمية كبيرة تنشئها أيدي أجيالنا القادمة. وما إن تكون هذه الجامعات معروفة على المستوى العربي والعالمي يبدأ الصعود الثقافي والاقتصادي بالبروز شيئاً فشيئاً مقترناً بوفود الأعداد الهائلة من أصقاع العالم للنهل من علوم جامعاتنا وبالتالي نوفر لكل طالب مبتعث حالياً مقاعد مضمونة له في جامعة سعودية، ونستهلك الطاقة المادية التي تكلفنا في الابتعاث في مشاريع تنموية أخرى تعود علينا بثورة صناعية وتقنية. ومع أنه مؤسف يا صديقي أن نحتل مكانة بين الدول ذات الجامعات الأقل عالميا فإنه أجمل وأروع أن نحتل مكانة بين الدول ذات الجامعات الأكثر شهرة عالميا.
متعب عالي القرني - مبتعث بالولايات المتحدة

 
إطبع هذه الصفحة