الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :أكرمك الله يا دكتور: دكتر تسلم
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة الوطن
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/02/1431
نص الخبر :

قينان عبدالله الغامدي 
استقبلني بترحاب قائلا: أهلا يا دكتور، ولم يعطني فرصة للتصحيح بل راح يقدمني للحاضرين باللقب ذاته وهم يرحبون، وعندما أخذت مكاني قلت: يا إخوان لست دكتورا حتى الآن، وأضفت مازحا: سأشتريها قريبا. قال أحد الحضور: ألم تكن مبتعثا للدكتوراه؟ قلت: بلى ولكن لم أحصل عليها حتى الآن، وبدأ الحديث يأخذ مناحي شتى حول الدكتوراه الحقيقية والدكتوراه المزورة، واتفق عدد من الحضور على أن جامعاتنا في مأمن من المزورة، حيث إن وزارة التعليم العالي لا تقبلها ولا تعادلها، وقد أعلنت وحذرت مرارا وتكرارا من تجارها ودكاكينها المفتوحة هنا وهناك، فقلت للحضور إن الصحافة أيضا وبعض كتابها كشفوا هذا الأمر وانتقدوه وأتذكر أن الزميل الدكتور عبدالرحمن العرابي في صحيفة المدينة دخل في جدل طويل مع بعض تجارها ومشتريها استمر بضعة أشهر، ولكن مع ذلك مازالت الحالة مستمرة. قال أحد الحاضرين: لقد أصبحت موضة في السنوات الأخيرة وقد راجت بين رجال الأعمال والمعلمين والموظفين وحتى بينكم أنتم أيها الصحفيون فعلى الرغم من أنكم تدعون محاربة الظواهر السلبية إلا أن بعضكم تورط في هذه الدكتوراه المزورة، وأصبح دكتورا بين عشية وضحاها، والصحف تنشر له تحت لقبه المزور أخبارا ومقالات دون أن يرف لها جفن، فلا تلوموا الآخرين. قلت: الوسط الصحفي مثله مثل أي وسط مهني آخر. قال: هذا صحيح لكنه وسط ناقد فإذا أصبح بيته يضم مزورين، فكيف ننتظر منه كشف تزوير الآخرين. وقبل أن أرد دعانا المضيف إلى طعام العشاء فشعرت بشيء من الارتياح، لكن ولسوء الحظ جلس ذلك المناكف إلى جواري على – السفرة – وتبين لي أنه مطلع إذ بدأ يعدد أسماء صحفيين وإداريين في الصحف من النوع الذي أشار إليه وأسماء أخرى لرجال أعمال ومسؤولين. وقال لي: يا أخي إذا كانت وزارة التعليم العالي ستحمي جامعاتنا فمن يحمي المجتمع، أليس معيبا أن نتواطأ فيما بيننا على التزوير بحجة المجاملة وما شابه ذلك؟ قلت بلى ولكن ما الحل؟ وقبل أن يدلي بدلوه في الحل قال جارنا على – السفرة – هامسا دعوا الخلق للخالق وتعشوا. قال المناكف: هذه سلبية ما بعدها سلبية. قال الجار هامسا باسما: ترى مضيفنا حصل على الدكتوراه منذ شهرين تقريبا بنفس الطريقة التي تنتقدونها فكفوا عن الهذر وتعشوا، ففوجئت لأني لم أكن أعرف وهو غير محتاج ولا مؤهل لها. سكتنا ونحن في غاية الحرج، ثم رفع الجميع أصواتهم جميعا وصاحبي وأنا نرفع أصواتنا أكثر من البقية: أكرمكم الله يادكتور.
والآن ولكثرة الدكاترة الذين تعبوا من أجلها أو دفعوا من أموالهم للحصول عليها، ولأن بعضهم قد – يزعل – لو لم تناديه باللقب، اعتمدوا لقب – دكتور – مع الكل فإن كان كذلك تكون أصبت الهدف بغض النظر عن طريقة حصوله عليها وإن لم يكن دكتورا فلن يغضب، أضف إلى معلومات جنابكم المثل الجديد (دكتر تسلم).


 
إطبع هذه الصفحة