الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :ما بعد قرار المحكمة العليا
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/02/1431
نص الخبر :



السبت, 13 فبراير 2010
أ.د. سالم بن احمد سحاب

وانتهت مأساة فاطمة ومنصور وطفليهما! لكن هل هما مطمئنان لهذه النهاية السعيدة؟! أم أن وراء الأكمة ما وراءها خاصة أن الزوج منصور يبدي مخاوفه من اعتداء يلحق بزوجته من إخوتها غير الأشقاء تحديدًا. شخصيًا لا استبعد حدوث اعتداء من هذا القبيل، فالزوجان ارتكبا في نظر إخوتها جريمة عظمى ومنكرًا فاحشًا نتج عنه تلويث الدم الأزرق النقي لعائلة فاطمة.
وحكى لنا مرة معالي الدكتور ساعد عرابي الحارثي عن حالة مماثلة رفض القاضي جزاه الله خيرًا النظر فيها باعتبارها دعوى جاهلية متخلفة، فما كان من أحد الأشقاء إلاّ أن قتل صهره زوج أخته، ثم سلّم نفسه بعد أن أنجز مهمته الرعناء إنقاذًا لدم العائلة من تلوث كيماوي نتج عن زواج الأخت من غريب ذي دم أقل جودة وفخذ أدنى مكانة.
أولا يكون من المستحسن مراقبة تحركات هؤلاء الإخوة المعادين لأختهم الرافضين للقرار العلي المتنادين إلى رفضه واستئنافه، وهو نهائي لا يقبل الاستئناف؟ الدولة لا يعجزها ذلك، فهؤلاء لا يساعدون العائلة المسالمة على الاستقرار ونسيان الماضي بعد أن حكمت لها أعلى سلطة قضائية في البلاد بحكم لا يُنقض وقرار لا يُعلى عليه.
العدالة هنا على المحك، فلو نجح أي اعتداء جسيم على هذه العائلة التي عانت طويلاً وصبرت كثيرًا، فإن المخاوف ستمتد إلى حالات أخرى قائمة وأخرى في رحم الغيب، إذ سيضطر الزوجان أيا كانا إلى الانفصال دون صبر ولا مجاهدة إذا علما أن النهاية لن تكون سعيدة بأي حال في ظل تربص أخ أو شقيق لقتل هذا أو تلك.
المنطق يقول إن الواجب على إخوة فاطمة التسليم والإذعان والخروج تمامًا إن شاؤوا من حياة فاطمة وزوجها واعتبارها كأن لم تكن إذا أصروا على المبدأ الذي انطلقوا منه ابتداءً. لكن المنطق يضيع أحيانًا في زحمة اللغات النشاز التي تمارس التحريض وتدعو إلى الكراهية وتمجّد العرق على حساب الدين وترفع من قدر الحسب في مواجهة الصلاح والأمانة.
اللهم احفظ هذه الأسرة الصابرة المرابطة، وعوّضهم خيرًا عن سنوات الشتات والضياع والألم.


 
إطبع هذه الصفحة