الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :إنه يحث بنا الخطى.. فهل سنلاحقه
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/01/1430
نص الخبر :
 

صالح بن سبعان
 
منذ أن تقلد مسؤولية قيادة المملكة في هذه الظروف المحلية والإقليمية والدولية الصعبة والشائكة، وخادم الحرمين الشريفين يحث بنا الخطى المتسارعة في ملاحقة المتغيرات ومواجهة التحديات واستباق المتوقع من الأحداث ونتائجها، داخليا وخارجيا، في سباق لا يكاد يهدأ يوما، حتى تكاد مواقفه ينسي آخرها تاليها. فلم نكد نهدأ من ملاحقته وهو يطارد بؤر النيران التي اشتعلت بين الأشقاء في الوطن الواحد من جهد إطفائي منه كبير لإخماد نيران الفتنة بين أبناء الوطن الواحد في لبنان والسودان وفي قلب قضية العرب الكبرى فلسطين. أو الاضطرابات ونذر الفتنة بين إيران ومحيطها والسودان وتشاد، حتى قادنا إلى حوار كان صعبا بين المسلمين بعضهم البعض في مكة، ثم إلى حوار كان يبدو مستحيلا بين أتباع الأديان في مدريد، ثم في واشنطن، ولم تلبث أن شنت إسرائيل حرب إبادة منهجية قاسية وشرسة ووحشية ضد الفلسطينيين في غزة.
الشيء الذي يدعو إلى العجب، أن ضربة مثل هذه توحدت في مواقفها ضدها شعوب القارات جميعا عمقت – على عكس المتوقع – شتات وتفرق العرب، ربما لحجم المجزرة الهائل وما أحدثه من صدمة في ضمائرهم شعوبا وقادة، فتباينت الانفعالات وردود الأفعال، فارتفع الصراخ في كل العواصم لدرجة جعلت الأمين العام لجامعة الدول العربية يعلن على الملأ بأن الفوضى التي تعتري النظام العربي برمته ستقود المنطقة وشعوبها إلى الضياع، وقد كان الرجل محقا في مخاوفه.
وهذه ربما كان خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز من لم تفقده الصدمة وقوة الحدث حكمته، وربما كان وحده يقف متوازنا في هذا الذي ضرب العالم أجمع. لذا، استطاع وبهدوء حكمته ورصانة خطابه أن يلقي بطوق النجاة للقادة، ومن خلفهم الشعوب التي كانت تبحث عن بصيص ضوء في هذا النفق يشير إلى مخارج آمنة تفتح الباب أمام عمل عربي مشترك فاعل ومؤثر يعيدنا فاعلين ومبادرين إلى الملعب الذي سيتحدد فيه مصيرنا.
لقد استطاع – ومرة أخرى – هذا الرجل المسؤول بالحق، أن يعيد إلينا توازننا ويأخذ بأيدينا، نحن الشعوب العربية التي أنهكها الضياع وكادت ربكتنا أن تهلكنا قبل أن يهلكنا الأعداء، فوضع أقدامنا على الطريق الصحيح لنعيد ترتيب بيتنا العربي أولا، إذا أردنا أن نواجه الخطر الذي يأتي من الخارج، ومنذ أول قمة عربية شارك فيها ظل يعلن دائما، ويذكر دائما بأننا يجب أن نعيد ترتيب البيت العربي أولا على أسس من العدل والوضوح والمصالحة والشفافية، ثم نلتفت كقلب واحد بعدها إلى الخارج.
وها هو اليوم يفرد جناح رعايته الكريمة لمنتدى التنافسية الثالث بالرياض، ليحتل اقتصادنا الوطني موقعه في المركز العاشر في منظومة الاقتصادات الأقوى من حيث البيئة الاستثمارية على مستوى العالم، وما يبشر الناس حقا، أن بنيتنا الاقتصادية الوطنية أصبحت مؤهلة لاحتلال موقع أكثر تقدما من المركز العاشر عالميا، نظرا لما ظل يغدقه – حفظه الله – على التنمية الشاملة والمستدامة في الميزانية العامة للدولة.
إلا أن السؤال الذي كثيرا ما طاف بذهني هل نستطيع أن نلاحق خطواته – وفقه الله وأيده – وهو يقودنا بهذه الخطى الثابتة المتسارعة؟
دعونا أن نشمر عن سواعد الجد لأن خطواته الموفقة – بإذن الله – لن تهدأ طالما العالم يركض بهذا الإيقاع.

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 215 مسافة ثم الرسالة

 
إطبع هذه الصفحة