الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :والله عيب ..!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/01/1430
نص الخبر :
الاثنين, 26 يناير 2009
د. عبدالرحمن سعد العرابي

* هكذا (صرختُ) وبأعلى صوتي الأيام الماضية وأنا أستمعُ لقيادات فلسطينية (تتَّهم) بعضها البعض.. وصراخي أحسبه (فجيعة) بكل المقاييس العروبية، يشاركني فيها كل أبناء العروبة بدون استثناء – أو هكذا أظن – على (نوعية) لغة (متفلتة) من كل القيود الأخلاقية والوطنية والقومية.
* فبعد أن استباحت القوة الصهيونية أرض غزة لثلاثة أسابيع كاملة من الزمن، وبعد قرابة الألف وخمسمائة شهيد وشهيدة، والستة آلاف جريح وجريحة، وبعد أن سالت دماء زكية من أهالي غزة (ظننا) لوهلة أنها (طريق) للوحدة الفلسطينية، ووسيلة نبذ للمزايدات، وإذ مرة أخرى يمتلئ الفضاء الفلسطيني (ذاته) بمفردات أقل ما يُقال فيها أنها (سب) و(شتم) و(اتهام).
* خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يصف السلطة الفلسطينية بقوله: «أقول لكم.. هذا المال.. دققوا أين تضعوه، في أي يد تضعوه، لا تضعوه في أيدي الفاسدين.. إمَّا أن تضعوه في يد حكومة إسماعيل هنية.. والخيار الآخر أن تتولوا بأنفسكم بأية طريقة تريدونها برامج الإعمار».
* في المقابل وفي لغة (انفعالية) حادّة يقول ياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير: «إن الفساد ليس بحكومة السلطة الفلسطينية التي تنشر كل حساباتها بكل دقة على الإنترنت، بل الفاسدون هم مَن يسرقون شاحنات الإغاثة، ويحوّلونها إلى أنصار حركة حماس»!.
* هكذا لغة، وبهكذا (حدّة) من طرفين هامّين في (المعادلة) الفلسطينية ليست سوى (هدر) بكل ما تحمله الكلمة من معنى (للنضال) الأسطوري لأهالي غزة الأبطال طوال الثلاثة أسابيع للإجرام الصهيوني، كما أنها ليست سوى (وأد) للآمال التي انتعشت في النفوس الشعبية العربية التي رأت أخيرًا (ضوءًا) يشع من الدماء الزكية التي استشهدت في سبيل ردع إجرام الصهاينة والقوى الكبرى.
* في عام 2007م وفيما عُرف بين الفتحاويين (انقلاب) غزة، وبين الحمساويين (استعادة) غزة، ضج العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه وهو يرى (الأشقاء) أصحاب القضية (المحورية) في الصراع العربي الإسرائيلي يتقاتلون، و(يدوس) بعضهم على صور بعض.. وكانت تلك فاصلة من فواصل الإحباط العربي منذ أن (جثم) الكيان الصهيوني بقضه وقضيضه على (صدور) العرب.
* ومع أوائل خيوط (الإجرام) الصهيوني الأخير على غزة، كنا في كل دنيا العرب نرى آمال و(بشائر) نصر تحقق كثير منها في استمالة الرأي العام العالمي وفي إدانته لجرائم الحرب الصهيونية، وفي (تغيّر) الذهنية الدولية إلى رؤية واقع آخر غير ذاك الذي (صنعه) الصهاينة طوال عقود.
* لكن أن تأتي هكذا (أقوال) لقيادات فلسطينية مسؤولة، لتملأ الدنيا (ضجيجًا) بسبب (النزاع) على المساعدات التي خُصصت لإعادة إعمار غزة وإغاثة أهلها (الأبطال)، فهذا ليس سوى (مسمار) خطير في نعش القضية الفلسطينية و(بيد) أبنائها.
وإلى هكذا (معنى) أشار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- حين قال للأشقاء الفلسطينيين: (وتقتضي الأمانة هنا أن نقول لأشقائنا الفلسطينيين إن فرقتهم أخطر على قضيتهم من عدوان إسرائيل)!!.
فاكس: 2875157 – جدة
aalorabi@hotmail.com


 
إطبع هذه الصفحة