اكتشفت بالصدفة أن المبلغ الذي قالت وزارة المالية إنه صُرف على مشاريع تصريف مياه الأمطار والمجاري في جدة مشكوك في صحته، أو على الأقل يحتاج إلى قراءة ثانية. وعندي دليل على ما أقول. لكن قبل أن أوضح الدليل الذي معي، لابد أن اُبين أن تصريح وزارة المالية جاء في وقت تأججت فيه مشاعر الحزن والألم لإخواننا في شرق جدة. وبالتالي هل يعد الإفصاح عن المبلغ إثارة للغبار أم إنه جاء لتوضيح موقف وزارة المالية؟
ذهل الناس عندما سمعوا بهذا المبلغ (9 آلاف مليون ريال للصرف الصحي و2.200 مليون ريال لتصريف الأمطار). وازداد غضبهم على أمانة جدة ووزارة المياه واتهموا مسؤوليها وموظفيها بالتقصير والفساد. لكن في نفس الوقت كانوا ينتظرون تصريحاً آخر من المالية تقول فيه لا يتحمل المواطنون في جدة ذنب التقصير وعدم صرف هذه المبالغ في محلها.. لذلك فالوزارة معنية بصرف مبالغ جديدة للإسراع في بناء شبكات المجاري وتصريف السيول لإنقاذ السكان من أي سيل هادر.. لحين الانتهاء من التحقيق.
لكن بعد عدة أيام من معايشة الفاجعة، بدأ الناس يناقشون أرقام هذه المبالغ. بعضهم لم يصدق.. واحتاروا فيمن أخذ المبالغ (الأمانة أم وزارة المياه).. بينما تساءل آخرون أين كانت وزارة المالية؟ فهي لم تسأل طوال الأعوام الماضية عن سبب عدم تنفيذ هذه المشاريع! حتى عندما عرض أمين جدة قصور الاعتمادات المالية على كبارالمسؤولين العام الماضي.. وعندما ذكر الاستشاري المهندس زكي فارسي أن هذه المشاريع لا تغطي سوى 8% من الاحتياجات، لم نسمع تعليقاً منها!
بغض النظر عما قيل، وجدت المبلغ مكتوباً في جريدة المدينة يوم الثلاثاء الماضي وهو (1.6 مليار ريال) وذكرت أمانة جدة أنه يمثل جملة ما تم إنفاقه على هذه المشاريع خلال 39 عاما. وجاء ذلك بعد أن ذكر مسؤول بوزارة شؤون البلدية والقروية أنه تم حصر جميع ملفات مشاريع تصريف الأمطار والسيول خلال هذه السنوات وسلمتها للجنة التحقيق. الآن يجب أن نصدق أن المبلغ كبير. لكن بعدما قالت أمانة جدة جوابها، فالمطلوب من وزارة المياه أن تبين كيف صرفت الـ9 مليار ريال.