الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :أصوات وأقلام مأجورة
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 20/11/1430
نص الخبر :



الاثنين, 7 ديسمبر 2009
د. عبدالرحمن سعد العرابي

* على مدى السبعة أسابيع الماضية، والتي شهدت مواجهات بطولية للقوات السعودية ضد عصابة المتسلّلين، (نهقت) أصوات مأجورة من هنا وهناك (تلوم) المملكة، وتشكّك في حقّها الشرعي بالدفاع عن أراضيها وحرمتها وسيادتها.
* وهكذا أصوات نحن هنا في وطن المقدسات نعرف تمام المعرفة، وندرك بكل قوانا العقلية والجسدية أهدافها ومراميها. كما أننا نعي من يقف خلف تلك الأصوات ونواياهم الخبيثة. فنحن في هذا الوطن المقدس، ومنذ زمن عهدنا هكذا (نعيق)، ففي الخمسينيات والستينيات الميلادية، وإبّان المد الثوري، وإبان شعارات (أمجاد يا عرب) تناوشتنا العديد من الأقلام؛ حتّى وُصفنا بـ(الرجعيين). ومع كل أزمة عربية، ومع كل مزايدة قومية (تُحشر) المملكة وأهلها بدون سبب وبسبب، إلى حدّ اتّهامها بكل الرزايا والمشكلات العربية.
* ومع احتلال العراق للكويت، ورغم وضوح الحق من الباطل، ورغم سعي المملكة إلى الصلح بين الأشقاء، إلاَّ أن أصوات النعيق أبت إلاَّ أن تشكك في المواقف السعودية، ولم تترك شاردة ولا واردة إلاَّ وألصقتها بالمملكة حكومةً وشعبًا، وكأننا المعتدون!!
* واليوم وقد أطلّت وتكاثرت الفضائيات عربية وغير عربية انضمت جوقة الأقلام المأجورة إلى الأصوات المأجورة، وكلهم لا هدف لهم، ولا شاغل سوى هذه الأرض المقدسة وأهلها. فكل يوم ومع إطلالة الشمس وحتّى عودتها، أي باستمرار الساعة، ينعق صوت من هذه المحطة أو تلك، ويحلّل وينظّر وكأنه شمشون الكلمة، وساحر السمع وحديثه ليس سوى اتّهامات وتزوير وتضليل لحق المملكة في الدفاع عن أرضها، وأمنها، واستقرارها.
* العاقل يعي أن المملكة بقواتها المسلحة المقتدرة تدافع عن أرضها ضد عصابة انتهكت أراضيها بقوة السلاح. وإن المواقف البطولية الخالدة لرجال القوات المسلحة في الحدود الجنوبية لأرض المقدسات ليست سوى دفاعٍ عن الوطن وكرامته. وأن المعتدين غاصبون آثمون يتّعدون على القوانين والتشريعات التي تحرّم وتجرّم أيّ انتهاك لسيادة الدول وحدودها. وأن هكذا فعل للقوات السعودية إنّما هو حق مشروع يجب مؤازرته وتأكيده.
*ولكن وبرغم كل ذلك وبرغم بطولة رجال القوات المسلحة وقدراتهم السلاحية العالية، وبرغم الانتصارات الميدانية التي تحققت حتى اليوم، إلاَّ أن المملكة (تأبى) أن تتعدّى في حقها إلى ما هو أبعد من (تعقّلها) في معالجة هكذا قضايا. ففي تصريح لمسؤول عسكري رفيع بجريدة الشرق الأوسط الثلاثاء قبل الماضي يقول وبالنص: (إن القوات السعودية ثابتة على مبادئها القتالية، التي تتضمن أنه لا هجوم إلاَّ لمواجهة مَن يعتدي على أراضينا. وأنه في حالة وجود أي تعدٍّ بأي وسيلة كانت، أو في أي توقيت، فالردُّ سيكون بكل ما نملك من قوة).
* هكذا هي المملكة حكيمة، ومتعقّلة حتّى في أشد الحالات حراجة. فهي لن تكون، ولم تكن في يوم من الأيام معتدية، ولم يسجل تاريخها أي حادثة انتهاك لأيٍّ من المواثيق والمعاهدات والحدود، لا مع الأشقاء العرب، ولا مع غيرهم، في الوقت الذي يمتلئ فيه التاريخ العربي المعاصر بالانتهاكات، والتعديات، والحروب ضد بعضهم البعض.
* إن من حقنا هنا في وطن المقدسات أن ندافع بكل قوة عن كل شبر طاهر من أرضنا، ومن حقنا أن ندافع بأصواتنا وأقلامنا عن كل حق مشروع لنا. فنحن وبفضل الله موطن العروبة، ومهد الإسلام، ولن يزايد علينا كائن من كان، ولكنّا وفي الوقت ذاته سنقطع اليد التي تنتهك حدودنا، ونخرس الأصوات والأقلام التي تسلبنا زورًا وبهتانًا ما كفلته القوانين والدساتير، وسنقول بملء الفم، وبقوة القلم لكل صوت ناعق: خسئت.. فهذا بلد عزيز، وهذه تربة طاهرة، ولن نسمح لأحد بالتعدّي عليها.


 
إطبع هذه الصفحة