الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :الأول في قلوبنا
الجهة المعنية : 
المصدر : جريدة الرياض
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/11/1430
نص الخبر :

 

د.عبد الله بن موسى الطاير

    في حوار صحفي مع مجلة نوافذ التي تصدرها جامعة الملك سعود سئلت قبل مدة لو أنني أعطيت القرار لمدة يوم فماذا سأفعل على الصعيد العالمي فقلت بأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيمنح جائزة نوبل في هذا اليوم. وعندما تضع مجلة فوربز الملك عبدالله تاسع شخصية قيادية مؤثرة على مستوى العالم بين 67 شخصية فإن ذلك يعد اعترافا برجل قدم لوطنه وللإنسانية الكثير. ومن الداعي للفخر أن الملك عبدالله سبق في أهميته عددا من رؤساء الدول وشخصيات روحية يتبعها مئات الملايين من البشر.

ربما كان من حسن حظي أو سوئه أن كنت في الولايات المتحدة الأمريكية أثناء هجمات 11 سبتمبر 2001م إلى ثلاث سنوات تلتها، ورأيت حجم الخطر الذي أحدق ببلادنا، وقتامة الصورة الذهنية لها عند معظم شعوب العالم الغربي تقريبا، بل وآلمني ظلم ذوي القربى من مسلمين وعرب كشروا عن أنياب الغدر لينهشوا السمعة السعودية في الإعلام الأمريكي، وظن الجميع أن السعودية في مهب الريح أمام ذلك المارد المجروح في سيادته وكرامته. وفي مقابل هذه الصورة التي كانت تدعو إلى الهلع كان الملك عبدالله يتعامل مع الخطر بحكمة قائد وإحساس مسؤول، يعرف ماذا يقول وكيف يقوله ومتى. وبقدرة قادر استطاع أن يضع المملكة شريكا في محاربة الإرهاب بعد أن أريد لها أن تكون الإرهاب عينه.

ولم يتوقف عند هذا الحد بل بدأ باختراق عدد من التابوهات التي ما أنزل الله بها من سلطان عن طريق تبنيه الحوار الوطني سبيلا لحل مشكلاتنا ووسيلة للتعرف على بعضنا بشفافية مطلقة، ورأينا حينها صورا لم تكن مألوفة في يوم من الأيام على التراب السعودي.

الملك عبدالله وبشجاعة القائد العربي المسؤول دفع باتجاه السلام عن طريق مبادرته للسلام التي أصبحت عربية فيما بعد، لكنه هو أيضا الذي قال بأن اليد العربية لن تستمر ممدودة بالسلام إلى مالانهاية. لم يكن الملك عبدالله يمارس مسؤولياته المحلية والعربية والعالمية طمعا في التصفيق وتجييش المشاعر ولكنه كان يقوم بمايراه صوابا وإن عارضه عامة الناس وخاصتهم، فهو يدرك جيدا أن المسؤولية ليست مزايا فقط ولكنها تحمل مسوؤلية نتائج القرارات الصعبة مهما كانت تلك النتائج.

ولأن الملك عبدالله يسكنه إنسان فقد كان دوما داعية سلام وتعايش مؤمنا بأن دين الإسلام هو دين الوسطية والتسامح، فجمع المسلمين في حوار مكة ليخرجوا بمشروع واحد تجاه الآخر الذي اجتمع في مدريد تحت رئاسته حفظه الله، ثم اجتمع له قادة العالم في نيويورك ليقول لهم بوضوح إن ما يجمع بني البشر أكثر مما يفرقهم وليضع يده على مسببات الخلاف والاختلاف وهي غياب العدالة.

لقد حصدت المملكة العربية السعودية في عهده المركز 13 في قائمة الدول الجاذبة للاستثمار، ووضع جامعاتنا في مصاف الجامعات العالمية ضمن افضل 500 جامعة عالمية متربعة على صدارة الجامعات العربية. وفي عهده الميمون وصل عدد الجامعات إلى 32 جامعة حكومية وأهلية ووصل عدد المبتعثين السعوديين إلى نحو 63 ألف طالب وطالبة في أرقى الجامعات العالمية.

عبدالله بن عبدالعزيز بحضوره المحلي والعالمي يستحق أن يكون ضمن أكثر عشر شخصيات تأثيرا في الكون، ومن يعرفه حفظه الله عن قرب يدرك كم هو إنسان يفيض عاطفة، وأب يغمر من حوله بمشاعره الحانية، مؤمن محافظ، لا يخشى في الله لومة لائم.


 
إطبع هذه الصفحة