الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :مليكنا: يرونه نفوذًا ونراه جودًا
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/11/1430
نص الخبر :
الثلاثاء, 17 نوفمبر 2009
أ.د. سالم بن أحمد سحاب

لأول مرة في تاريخها تصدر مجلة (فوربس) الشهيرة قائمة لأكثر الناس نفوذًا (قوة) على مستوى العالم، طبقاً لمعايير متفق عليها سلفًا، القائمة ضمت 67 شخصًا، في أولها باراك أوباما، وفي ذيلها هوجو شافيز رئيس دولة فنزويلا.
وقدّمت المجلة لتقريرها هذا بمقولة لنابليون بونابرت: (أحب السلطة، لكن كحب الفنان لآلته، أحب السلطان كحب العازف لكمانه، حين يربط بين الألحان والحبال والأوتار).
هذه النظرة الإيجابية نحو السلطة هي التي وضعت مليكنا المبجل في الترتيب التاسع، فصلاحيات الملك واسعة جدًّا، طاعته واجبة، وقراراته نافذة، وأمره لا يُرد، لكن لا يخفى على كل منصف أن هذه السلطة، وذلك النفوذ موجّهان لمصلحة البلاد والعباد، فمنذ توليه الحكم قفزت وتيرة المشاريع التنموية والتطويرية مراحل واسعة أفقيًّا ورأسيًّا، بدءًا بالإنسان نفسه، وانتهاءً بالمباني والمنشآت المقامة لأجل الإنسان نفسه.
السلطة والنفوذ سلاح ذو حدين: حدٌّ يمكن تطويعه للخير والإصلاح، وخدمة الصالح العام، وحدٌّ آخر يمكن استغلاله لنشر الشر والفساد، وممارسة البغي والعدوان، الحدُّ الأول يسمو بصاحبه إلى مراتب عُليا من الصدق والنقاء، وقهر النفس صدًّا عن الاستغلال الخاطئ للسلطة والنفوذ، وتعويدًا لها على ممارسة الفضيلة والخير.
النفوذ والسلطان اللذان يخدمان الآخرين يتجسّدان في خادم الحرمين الشريفين -إن شاء الله-، وهي الممارسة التي يحبها الله، ويثيب عليها صاحبها أوفر الجزاء.
وأمّا السلطان والنفوذ اللذان يدفعان صاحبهما إلى إشاعة الظلم، ونشر الرذيلة، واستشراء الفساد، فشأنه آخر، وهو بالمناسبة موجود في القائمة إيّاها، إذ حصل جواكين جوزمان على الترتيب الـ41، مع أنه من كبار مهربي المخدّرات في المكسيك وحدود الولايات المتحدة. وقد خصصت الحكومة الأمريكية مبلغ 5 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدّي إلى القبض عليه.
لن أطيل الحديث عن شواهد نراها كل يوم تؤكد حرص المليك على أن السلطة والنفوذ معياران إيجابيان فاعلان في حياة الناس، بما يخدمهم، ويحقق تطلعاتهم، ويرفع من مستوى معيشتهم.
هنيئًا لنا بقائد يرى فيه العالم السلطان والقوة والنفوذ، في حين يرى فيه شعبه الحكمة والرحمة والجود.
Salem_sahab@hotmail.com


 
إطبع هذه الصفحة