الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :وأشهد أنه بها لجدير
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/11/1430
نص الخبر :
لم يكن سبب فرحي ومصدر سعادتي باختيار الأمير منصور بن متعب وتكليفه مسؤولية وزارة الشؤون البلدية والقروية معرفتي اللصيقة والقديمة بسموه، حيث أكرمني الله وشرفني بهذا القرب من دوحة الوالد والمدرسة الوارفة الظلال الأمير متعب بن عبد العزيز والذي تخرج هو بدوره من مدرسة الرجل التاريخي الاستثنائي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، لا لم يكن هذا القرب وهذه العلاقة هما المصدر الأول لفرحي بهذا الاختيار، بل على العكس، قد يهمني ويشفقني عليه إذا نظرت إلى الأمر من زاوية شخصية، لأنك لا تملك سوى الإشفاق والدعاء لمن يكلف بهذه الحقيبة الصعبة الثقيلة، فهي من أكثر الوزارات اكتظاظا بالمشاكل المعقدة؛ لأنها واحدة من أهم القنوات التي تمر عبرها ومن خلالها مصالح مختلف شرائح المواطنين، غنيهم وفقيرهم، المتعلم منهم والأمي، صاحب النفوذ والمكانة الاجتماعية الرفيعة والمواطن الذي لا ظل له من نفوذ، كلهم تقودهم مصالحهم للتدافع على أبواب الوزارة وممرات مكاتبها، ومن هنا فإنها وبشكل طبيعي البيئة الأكثر ترشيحاً لشتى أنواع الفساد المالي والإداري، وتحتاج ممن توكل إليه مسؤوليتها جهداً خارقاً للمتابعة، وعيناً لا تعرف الغفلة أو الإغماض لحظة، ومثلما تحتاج صبراً وحلماً وصدراً واسعاً للاستماع، وتقدير حوائج الناس، فإنها تحتاج وبالقدر نفسه شدة وقوة وصرامة في إصدار القرار لا تأخذه في الحق لومة لائم.
وقد استطاع الأمير متعب بن عبد العزيز أن يقود هذه الوزارة بكل تعقيدات ملفاتها الشائكة بحنكة لسنوات طويلة؛ لأنه كان يتمتع بهذه القدرات حتى وصلت الأمور إلى أن اسمه وحده كان كافيا لردع ضعاف النفوس الذين يقودهم طمع نفوسهم لأخذ ما ليس لهم بالباطل وكف أيديهم وردعها.
لقد تشرفت بمعرفة الأمير منصور عن كثب داخل وخارج المملكة وقد عرفته مثالا للتواضع، فلم يكن يميز نفسه عن الآخرين مستنداً على ما هو حق موروث له، فكان يساوي نفسه بالآخرين، بل ويقدمهم على نفسه، فيميزه الآخرون لتواضعه، واحترامه لهم، ويقدمونه عليهم لحسن شمائله، ويمكنك بسهولة أن تصل إلى أن الأمير إنما يأخذ نفسه بالشدة، ولعل هذا من أميز ما يميز الأمير متعب بن عبد العزيز وأول ما يحرص على غرسه في نفوس وعقول أبنائه، وفي عقول وقلوب كل من أسعدته الظروف بالانتساب إلى مدرسته، فهو يأخذ نفسه بالشدة، بل ويمكنك أن تقول إنه يقسو عليها مخافة من الله وسعياً مخلصاً لمرضاته.
ومخافة الله وتقواه والسعي لمرضاته تعالى ولا شك تثمر وضوحاً في رؤية الحق، وصدقاً في إقامة العدل على الميزان المستقيم، يعصم صاحبه من الزيغ، فمخافة الله ومرضاته أولى بالعناية والتحري، حتى لو جلبت على صاحبها عدم رضا بعض الناس، ولو كانوا من ذوي القربى.
وهذا كان مصدر فرحي وسعادتي بتكليف الأمير منصور بمسؤولية حقيبة هذه الوزارة، فهو بها جدير بما يتمتع به من خصائص وميزات أخلاقية وعلمية وكفاءة عملية، حيث أنه تدرب على النهوض بمسؤولياتها على أكمل وجه مجتازاً دورتين، إحداهما ،الأولى، كانت تربوية تستهدف الإعداد النفسي والقدرات الذاتية، بينما استهدفت الثانية الإعداد العملي، للإلمام بكافة تفاصيل العمل، وكيفية معالجة الأمور، وهذه قد تلقاها خلال عمله نائباً لسمو الأمير الوالد في الوزارة، لذا تكامل لديه الاستعداد للنهوض بمسؤوليات المهمة التي كلف بها، على أكمل وجه، ونسأل الله له التوفيق.
* كاتب وأكاديمي
www.binsabaan.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 215 مسافة ثم الرسالة

 
إطبع هذه الصفحة