الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :كلمة بيضاءكراسي البحث .. ترف أم ضرورة؟! (1ــ2)
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/05/1431
نص الخبر :
يقاس تقدم الأمم بما وصلت إليه من تطور في المجالات العلمية والصناعية. ولا يتأتى ذلك إلا بدعم البحث العلمي ماديا ومعنويا.
وتعمل الجامعات على الاهتمام بالبحث العلمي، وجعله أولوية ضمن خططها الاستراتيجية، وتخصص له الميزانيات وتستثمر الموارد لتحقيق الاكتفاء الذاتي واستمرارية تمويله.
وفي مسعى منها لمواكبة التنافس الدولي في ميدان البحث والتطوير، والمحافظة على القدرة التنافسية والتفوق العلمي والاقتصادي، أدركت الجامعات العالمية أن المصادر التقليدية لتمويل أنشطتها لا تكفي لتحقيق الإبداع والريادة، ولذلك تبنت إنشاء كراسي البحث العلمي Research Chairs، التي تقوم على الشراكة بين المؤسسة الأكاديمية والمؤسسات الأهلية، لدعم الأبحاث العلمية المتخصصة، وتهيئة الإمكانات البحثية والموارد البشرية لتحقيق أهدافها. وكرسي البحث مرتبة علمية تسند لباحث متميز في مجال تخصصه، له إسهامات بحثية نوعية وكمية متميزة في مجال اختصاص الكرسي.
وتذكر المصادر أن تجربة الجامعات الأوروبية من أقدم التجارب في مجال كراسي البحث، فعمر التجربة الألمانية يفوق 40 عاما، مقابل 16 عاما للتجربة اليابانية.
كما تميزت التجربة الأمريكية بتنوع مصادر تمويل كراسي البحث، ويتراوح تمويل الكرسي الواحد بين مليون وخمسة ملايين دولار. وقد يصل إلى 50 مليون دولار. ولا تتدخل الحكومة ببرامج الكراسي، مما يمنحها استقلالية تامة، ويسهم في تحقيق أهدافها.
أما التجربة الكندية فهي حسب رأي المختصين الأبرز، حيث أنشأت الجامعات كراسي لتوظيف طلبة باحثين، وأخرى لدعم أبحاث أعضاء هيئة التدريس المرشحين للترقية العلمية، بتمويل لا يقل عن 300 مليون دولار سنويا للكرسي الواحد، ولمدة تصل إلى سبع سنوات. وأطلقت المبادرة الدولية لكراسي البحث International Research Chairs Initiative لخلق فرص بحثية وتدريبية للطلبة في الدول ذات الدخل المنخفض، وتنفيذ برنامج للأبحاث المشتركة.
وتعد اليابان أكثر دول العالم تمويلا للبحوث بعد أمريكا، ويصل تمويل الكرسي الواحد فيها إلى مليار ين، وهو يعادل مقدار التمويل الحكومي للمشاريع البحثية في الجامعات.
أما تجربة كراسي البحث العلمي في الجامعات السعودية فهي تجربة حديثة، وتشير المصادر إلى أن الكراسي العلمية تأسست بداية في بعض الجامعات العالمية كجامعة لندن، وجامعة بركلي في الولايات المتحدة، وجامعة موسكو.
ولم يتسن للجامعات السعودية إنشاء كراسي للبحث العلمي إلا بعد صدور نظام مجلس التعليم العالي والجامعات، الذي منحها فرصة تنويع وزيادة مواردها، كما شجعت خطة التنمية الثامنة هذا التوجه.
وعلى الرغم من ذلك، فقد تفاوتت إنجازات الجامعات السعودية في هذا المجال، حيث أخذت جامعات بقصب السبق، فيما تأخرت جامعات أخرى لظروف إدارية، وأكاديمية، وبالتأكيد مالية؛ وهو ما سنتطرق إليه في المقال القادم.
* جامعة الملك سعود ــ كلية التربية
Dr.mmalharbi@gmail.com

 
إطبع هذه الصفحة